موقف عرفة من المواقف التي ينبغي على المسلم أن يعتني بالدعاء فيها بجد وإخلاص، فيدعو بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وبغيره، كما يستحب الصوم في هذا اليوم الفضيل.
وما يدل على عظمة هذا اليوم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» ، وهذا الحديث يدل بظاهره على أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين.
ويقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بحديث آخر: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له».
ويستحب في هذا اليوم العظيم أن يكثر المسلم من التلبية رافعا بها صوته، ومن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينبغي أن يأتي بهذه الأذكار كلها فتارة يهلل وتارة يكبر وتارة يسبح وتارة يقرأ القرآن وتارة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يدعو وتارة يستغفر ويدعو مفردا وفي جماعة وليدع لنفسه ولوالديه ومشائخه وأقاربه وأصحابه وأصدقائه وأحبائه وسائر من أحسن إليه وسائر المسلمين.
وعلى المسلم أن يحذر كل الحذر من التقصير في شيء في العبادة والذكر والدعاء في يوم عرفة، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه بخلاف غيره، وينبغي أن يكرر الاستغفار والتلفظ بالتوبة من جميع المخالفات مع الندم بالقلب، وأن يكثر البكاء مع الذكر والدعاء فهناك تسكب العبرات وتستقال العثرات وترتجى الطلبات.