وحدة الكويتيين تهزم «تفجير الصادق» و «خليةالعبدلي»
الشبكة الإرهابية التي أسقطتها الأجهزة الأمنية اليوم هي ليست ولادة حديثة بل امتداد لتربص دول وتنظيمات إرهابية حاقدة أرادت النيل من الكويت وشعبها منذ سنوات طويلة.
هذا التربص بلغ أشده وأُفتضح في ثمانينات القرن الماضي حين شهدت بلادنا الحبيبة أعمالا إرهابية كثيرة حاولت وبشدة النيل من رموزها وأبنائها بل طالت بعض منشآتها آنذاك، إلا أن وحدة الكويتيين كانت ولا زالت سدا منيعا ضد هذه المؤامرات.
ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا، تبذل الحكومة الكويتية ممثلة بكافة أجهزتها العسكرية والأمنية، جهودا حثيثة للحفاظ على أمن البلاد ومواطنيها ومقيميها، وتضاعف ذلك الجهد في السنوات الأخيرة نظرا للتوتر الأمني الذي تشهده المنطقة، حيث بذلت الأجهزة الأمنية وبالتنسيق مع بقية الهيئات الحكومية ترتيبا أمنيا كبيرا لمواجهة الإرهاب والتطرف، وذلك بالتزامن مع سياسة حكيمة للقيادة العليا في البلاد.
وعودة إلى أحداث الثمانينات، فإن الأجهزة الأمنية ألقت آنذاك القبض على من وقفوا وراء هذه الأعمال التخريبية وقدمتهم إلى المحاكمة وتمت إدانتهم بأحكام متفاوتة ومنهم من أعدم وآخرين زجوا في السجون لقضاء عقوبة الحبس المؤبد بعد اعترافهم بأنهم مجرد أدوات لجهات تريد استهداف الكويت، غير أن الغزو الغاشم ساهم في إفلاتهم وهروبهم إلى دول عربية، بل أن البعض منهم تبوأ مناصب قيادية في تلك الجهات وعاد مجددا ليبث سمومه إلى الكويت وشعبها.
إن الإرهاب غير مرتبط بمذهب محدد ولا بطائفة معينة فهو آفة لا دين لها، تظهر بين الحين والآخر لتنفث سمومها هنا وهناك، ورغم انقطاع هذا السم عن البلاد لسنوات إلا أنه عاد ليظهر مجددا وفي شهر ويوم فضيلين عندما قام بعض خوارج العصر بتنفيذ عمل إرهابي جبان استهدف مصلين وهم ساجدين في بيتا من بيوت الله، وهو ما يدل على أن هذه الآفة عامة ليست مرتبطة حصرا بطائفة دون أخرى.
وصحيح أن هذه الآفة لا يمكن لأي قوة في العالم أن تقضي عليها كليا في يوم وليلة، إلا أن رجال الوزير محمد الخالد أثبتوا اليوم أنهم على قدر من المسؤولية والثقة الممنوحة إليهم، عندما انتزعوا سما خبيثا مملوء وبقوة في فم أفعى مندسة ونائمة في أحد الجحور وجاهزة في أي لحظة لبثه في جسد الشعب الكويتي، وذلك عندما ضبطوا في العبدلي ومناطق سكنية أخرى ترسانة كاملة من الأسلحة والمتفجرات يمكن معها تجهيز معسكر كامل العتاد وربما أكثر !
اليوم.. الأمل بات معقودا على أبناء الشعب الكويتي بجميع طوائفه وقبائله في أن يقفوا – كما عُرف عنهم – صفا واحدا ويلتفوا خلف قيادتهم الحكيمة ويستظلوا في ظل صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، فوحدتهم ووأدهم النعرات الطائفية وتجنبهم الشائعات.. هي دوائهم الأمثل لمجابهة داء الإرهاب وسلاحهم الوحيد في وجه المتربصين ببلادهم وأمنهم.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه
بقلم ناشر «جرائم ومحاكم» الصحفي/ عبدالكريم أحمد