الاستثمار الإسرائيلي بالتجسس
في عام 2010 قام ثلاثة إسرائيليون وهم نيف كارمي وأومري وشاليف هوليو بتأسيس شركة NSO Group المختصة بتكنولوجيا المراقبة ومقرها إسرائيل، وقد أنتجت أحد أخطر البرمجيات واسمه «بيغاسوس» المخصص لاختراق هاتف iphone وسحب جميع البيانات منه سواء كانت وسائط أو رسائل أو ملفات.
وبدأت الشركة تروج لأعمالها وخدماتها للحكومات والوكالات الدولية زاعمة أنها تساعدهم على منع جرائم الإرهاب من خلال مراقبة هواتف الأفراد المشتبه بهم.
وبلغت الإيرادات السنوية للشركة حوالي 40 مليون دولار أميركي خلال العام 2013، و 150 مليون دولار أميركي خلال 2015، وما يقارب مليار دولار خلال العام 2017، ما يدل على نجاحها بجذب عملاء لها سواء حكومات أو وكالات دولية حسبما تزعم الشركة التي تدعي أنها لا تقدم خدماتها للأفراد أو الشركات الخاصة.
إلا أنه في العام 2016 بدأت فضائح تلك الشركة تظهر على الساحة الإعلامية الدولية نتيجة مقاضاتها من أفراد تعرضوا لاختراق هواتفهم الذكية من قبل الشركة الإسرائيلية.
وقامت شركة فيسبوك المالكة لبرنامج واتساب برفع دعوى قضائية ضد الشركة إثر استهداف 1400 حساب لديها من بينهم محامون وصحافيون ومسؤولون كبار في دول مختلفة، وقد قبلت المحكمة الأميركية السير بالدعوى وأشار القاضي هاملتون إلى أن الحقيقة الأساسية بالقضية هي أن شخصا ما أرسل شفرة خبيثة وبرمجيات خبيثة من خلال برنامج واتساب، والقضية الآن تدور حول ما إذا كان عملاء مجموعة NSO هم الذين عملوا ذلك بأنفسهم أم بواسطة الشركة الإسرائيلية.
وقالت مجموعة NSO إنها تقوم فقط ببيع برامج التجسس للعملاء وهم من يستخدم تلك التقنية لا الشركة.
وقال ممثل شركة فيسبوك المالكة لبرنامج واتساب إن قرار المحكمة يلزم الشركة الإسرائيلية بأن تقدم معلومات أكثر عن أعمالها، وربما كذلك قائمة عملاء الشركة من الحكومات والوكالات الدولية.
وبشأن الأرباح الضخمة التي حققتها الشركة الإسرائيلية، فقد كانت نتيجة عقود دولية مع حكومات، حيث تزعم الشركة أنها تقدم خدمات التجسس من أجل مكافحة الإرهاب، إلا أنه بعد فضائحها المتتالية تبين أن ضحايا أعمالها هم من الصحافيين والمحامين والناشطين السياسيين في مجال حقوق الإنسان، وهذا ما يجعلها تكون محل اتهام من قبل العديد من الأفراد والشركات.
وإذا استمر القضاء الأميركي بتحقيقه حول طبيعة نشاط الشركة وعملائها، نتوقع من الشركة الإسرائيلية أن تلقي اللوم على سوء استخدام عملائها لتلك التقنية الخبيثة لكي تتهرب من المسؤولية.
المحامي محمد ناصر العتيبي twitter @mohammadnaser79
