• المحكمة حجزت واحدة من أقسى جرائم البلاد للحكم 26 مايو المقبل
• وكيل النيابة أنوار العازمي للمحكمة: عطف الأم تحول إلى إجرام
• المجني عليها تجرعت سعة العذاب من أمها الجانية على مدى سنين
• ولدتها بكراهية عظيمة بلا ذنب أو جريرة ناقضة ميثاق الأمومة المقدس
• ابتدعت فيها أفانين التنكيل وألمستها صنوف الضرب والتعذيب والقسوة
• حرقت أديمها في صغرها.. وتركتها بشبابها دنفة وحيدة في المستشفى
• أثقلتها بالمهام والأعباء المنزلية بما يفوق سنها وقدرتها الجسمانية
• ازداد حقدها الدفين عليها عند بلوغها 22 عاما فاعتزمت تقييد حريتها
• أبت إلا تجرعها غصص الأسى ومناولتها الذل وحرمانها العيش النظير
• بدأت في مخططها الشنيع منذ سنة 2012 بحجزها في حجرة صغيرة
• منعتها من ضرورات الحياة من مأكل وملبس وحق بالتعليم والحرية
• هربت من معتقلها ونامت في أرجاء البناية.. وازدادت من القمامة
• الحارس أبلغها بسوء حالها ومبيتها عند السلالم وتناولها الفضلات
• حبستها مجددا وبنت بابا خشبيا وقضبان ألمنيوم وألحمت نافذة الحمام
• استمر حالها البائس في المعتقل لأشهر متلوعة ترتقب طعامها
• تركت الطعام لتستميل قلب والدتها وتكف تعذيبها إلا أن قلبها اشتد
• حرمتها من الطعام عمدا يوما بعد يوم وحجزتها طيلة سنتين
• أبصرتها تترنح وتتلوى متشبثة بطرف الحياة ولم تأبه لحالها
• ماتت ميتة صدعت أعشار القلوب دون قبر أو هيكل على الأكتاف
• أغلقت فتحات التهوية واشترت أجهزة بهدف إخفاء رائحة الجثة
• ابنها سئم وأعلن رغبته بالتحرر مع شقيقته.. لكنه فوجئ بوفاتها
حجزت محكمة الجنايات دعوى المواطنة المتهمة بقتل ابنتها وحبس جثتها داخل دورة مياه منزل العائلة في منطقة السالمية طيلة 5 سنوات، للحكم في السادس والعشرين من شهر مايو المقبل.
وتخللت الجلسة تقديم النيابة العامة لمرافعتها في القضية عبر وكيلها أنوار العازمي مطالبة بتوقيع أقصى عقوبة بحق المتهمة ممثلة بالإعدام عن تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
قتل عمد
وبينت العازمي بأن الأم المتهمة ارتكبت جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والتعريض للخطر وجنحة الحجز في غير الأحوال المقررة قانونا وجنحة انتهاك حرمة ميت، مبينة امتنعت عمدا عن القيام بالتزامها برعاية ابنتها المجني عليها العاجزة عن أن تحصل لنفسها على ضرورات الحياة بسبب تقييد حريتها نتيجة احتجازها في إحدى غرف المسكن بقصد إزهاق روحها.
وتحدثت العازمي عما تخللته القضية من عنف أسري وانحراف عن الفطرة السليمة التي جبل الإنسان عليها، كما تحدثت عن الأم باعتبارها أحد الأعمدة لحسن قيام الأسرة، مبينة أن عطف الأم في هذه القضية تحول إلى إجرام.
وعرجت العازمي للحديث عن تفاصيل القضية، قائلة: «تجرعت المجني عليها ما تجرعته من سعة العذاب على مدى الجديدين سنينا تسبق اليوم البئيس، فهذا واقع دعوانا بما فيه من أقبح العار وأشد الشنار ترويه أعين الطروس وأقوال الشهود والأدلة الدامغة».
حياة المغدورة
وأضافت العازمي: «ولو أننا تمعنا في حياة المغدورة وتمحصنا معاناتها من ولود ولدتها بكراهية عظيمة بلا ذنب أو أي جريرة ناقضة ميثاق الأمومة المقدس ونالها من العذاب أضعاث على إبالة فابتدعت فيها أفانين التنكيل بدءا بالتمييز في معاملتها مع أشقائها وألمستها الخشونة منذ أن طرقت باب الحياة بصنوف الضرب والتعذيب والقسوة الجسدية والنفسية، وباستعراض بعض من شنيع فعلها، نجدها تارة في صغر المغدورة تحرق أديمها وفي شبابها تتركها دنفة وحيدة في المستشفى وتثقلها بالمهام والأعباء المنزلية بما يفوق سنها وقدرتها الجسمانية».
وأكملت: «ولما بلغت المغدورة شرخ الشباب – الثانية والعشرين من عمرها – ازداد حقدها الدفين على بنيتها فأبت إلا تجرعها غصص الأسى ومناولتها الذل وحرمانها العيش النظير، فاعتزمت تقييد حريتها وبدأت في مخططها الشنيع من سنة 2012 وذلك بحجزها في حجرة صغيرة خصصت لهذا الغرض وجعلتها رهن كيتها وذيتها دون خروجها أو مجالسة أفراد أسرتها إلا بإذن منها أو توفير الحد الأدنى من ضرورات الحياة لها من مأكل وملبس وحق في التعليم والحرية وغيرها من الحقوق المسلوبة حتى أسرت المغدورة بقطع من الليل هربا من معتقلها ووعثاء عذابها ولسان حالها يردد: «وكم من يد أدماها سوارها.. وكم أوتي الحذر من مأمنه».
وأردفت: «فها هي تخرج لتنام في أرجاء البناية بقلب مزؤود وهيئة رثة وطوراً لتزداد من مائدة القمامة أو لتختلس ما يسترقه بصرها من لذات متفرقات، وبعد تعود إلى سجنها خشية من والدتها وألا من يشري سهرا بنوم، واستمر ذاك لسنة 2014 غير أن الأمر قد زاد سوءا منذ علمت المتهمة بهروب بنيتها المجني عليها دون علمها وذلك إذ أبلغها الشاهد السادس – وهو موظف في المجمع السكني محل إقامتهما – بسوء حال بنيتها ومبيتها عند سلالم البناية والبنايات المجاورة وتناولها فضلات الطعام مما يفزع المارة منها وينال من سمعة المجمع السكني، طالبا منها الاهتمام ببنيتها فتعهدت بذلك، «قلوب كالحجارة أو أشد قسوة».
حقد وعزل
وزادت العازمي: «ففكرت ثم قدرت فقتلت كيف قدرت فها هي تمضي قدما بتجليح بغيض ملتاثة في حقدها الضحضاح حتى مدت لبنيتها من الشرور مدا فاحتجزتها في ذات الحجرة بسوء نية وعزلتها بكل ما أوتيت من وسع فأحكمت غلق الباب وسدت المنافذ وبنت بابا خشبيا يفصل بين الحجرة والحجرات الأخرى مع إلحام نافذة دورة المياه الكائنة بها ووضع قضبان من الألومنيوم وحققت بذلك إربها بتمام احتجازها مع إبقاء مفتاح الحجرة بحوزتها دونما تدخل من الأغيار – إيذانا منها على الصاب الممقر المرتقب والحتف القاصد المنتظر – ويخيل إلينا كم صرخة بضراعة صرختها المغدورة ولم يتجاوز أنینها جدران معتقلها».
ومضت قائلة: «واستمر حالها – ألا بئس الحال – لأشهر طوال وهي في معتقلها تعيش بين أظفار الموت في تجلد وخوف جاثم لم تبصر به سوى الوجد يمنة ويسرى، وصوتها يتحشرج بغصات أليمة وأنفاسها متقطعة بلوعة قاسية ترتقب ما تمده يد والدتها من طعام لا تنال معه بأية شبعة وليس لها سوى أن تضم يدها على جناحها من الرهب، فكم من برق عيد مروهي بأطلاسها.. بين جدرانها.. في أيام نهارها كليلها طمساء، وكم من شمس أشرقت والمجني عليها بين نيران الحتوف تلتفظ زفير الشواظ».
ترك الطعام
وأضافت العازمي: «واستمر حال المسكينة حتى مطلع سنة 2016 إذ حان أوان العويص واشتد التنكيل فما كان على المغدورة سوى ترك الطعام لتستميل قلب والدتها.. وتكف عذابها عنها.. أتظن أن رق جنانها؟ أو تضعضعت من حالها؟ لا وبمحيي العظام الرفات، ما انفكت تحتقب من المآئم عظامها فها قلبها اشتد جسأة فمضت قدما دونها تردد أو فتور وحرمتها من الطعام عمدا يوما بعد يوم ناسفة أهداب حياتها البريئة، ففي آخر لقاء مشؤوم بينهما أبصرتها تترنح وتتلوى متشبثة بطرف الحياة فلم تأبه لحالها، وزادت في غلظتها حتى تركتها حرضا وأحكمت غلق الباب عليها غلقا لا انفراج بعده دونما حنان هز بلبالها أو عطف نهنه عنها حبائل الموت ملقية ببنيتها بمركب الموت الصعب ومضت مودعة قلبها جمر الغضا حتى عيل صبرها وضاق صدرها وتعالت إلى باريها، وسارت المتهمة ماضية في حياتها محكمة غلق الأبواب المؤدية إلى مكان المغدورة ونامت قريرة العين بعد أن استقصت ما في الرميم من قتار دون أن تواری سوءته تحت التراب».
وأشارت إلى أن المغدورة ماتت ميتة صدعت أعشار القلوب دونما قبر لها قد حفر أو هيكل على الأكتاف مجنوز أو هيل تراب على جدثها، ومرت الأيام وفاحت روائح شنيع فعلها وخوفا من انكشاف أمرها سعت بكل عزم وقوة إخفائها، فتارة تغلق فتحات التهوية وتارة تشتري ما تسنى لها من أجهزة مخصصة لذلك الغرض، دونما أن يرق فؤادها أو يلين.. واستمر حالها على ذاك – والعود جف والعظام نتأت – ومع تصرم العام الماضي أبدى الصريح عن الرغوة من قبل ابنها الشاهد الثاني مصادفة حينما نشب خناق بينه وبين والدته المتهمة، وقرر لها أن السيل قد بلغ الزبى من سوء معاملتها له وتقييد حريته ورغبته في التحرر من أصفادها والعيش بعيدا وشقيقته المجني عليها، ففوجئ بالخطب الشنيع الملم يشقيقته المغدورة، الآن حصحص الحق».