«الجنايات» تحجز دعوى قاتلة زوجها في «المسايل» للحكم 11 مايو

النيابة ترافعت مطالبة بإعدامها.. ووالدة الزوج انهارت خلال الجلسة

حجزت محكمة الجنايات الدعوى المتهمة بها مواطنة بقتل زوجها أوائل شهر أبريل العام الماضي داخل شقتهما في منطقة المسايل، للحكم في الحادي عشر من شهر مايو المقبل.

وتخللت الجلسة تقديم النيابة لمرافعتها في الدعوى، حيث طالبت بإنزال أقصى العقوبات بحق الجانية والمتمثلة بالإعدام، مبينة أنها لا تستحق الرأفة لارتكابها الجريمة عمدا مع سبق الإصرار والترصد، فيما حضر أشقاء وشقيقات المجني عليه ووالدته التي أجهشت بالبكاء وانهارت أكثر من مرة.

وقال وكيل النيابة خالد العنزي للمحكمة إن الجريمة كسلوك إنساني تتشكل على هيئة الشخص الذي يرتكبها لما له من وجه مادي ووجه باطني، فما السلوك البشري فيها إلا طاقة موجهة على مقاصد محددة بعينها.

واستدرك العنزي متسائلا: «فكيف بالقتل إذا جاء غدرا أو تم خديعة؟ أو تمخض عن وحشية؟ وكيف إذا بزغ له زوجة خؤون، انتحلت من الضعف رداء، ومن المسكنة قناعا، لتنهض منهما مستعرة بالانتقام، تحكم الوجوه والجماجم غدرا، وتسقي كأس المنون ظلما، وتلف في أحقادها رجلا أمنها قربه، فصرعته غيلة، ونكثت ميثاقا غليظا، لتنقض في ردائه كلمة الله التي استؤمنا عليها إمساكا وتفريقا، فما هي إلا زفرة انتقام كدرت الأمل الشحيح، وعويل الثبور يردده الصمت الفصيح، ووحشة القبول تلف الزوج الذبيح».

وأضاف بوصفه الزوجة الجانية: «زوج أثيم بلغت من النشوز الذروة مستخفة بأقدس رباط في الحياة، تميد عنه رامية هواها، منقلبة على أعقابها، فلا هي صابرت ممسكة عليها سكنها ورحمتها، ولا هي عاجلة آفلة إلى حال سبيلها، فما كانت إلا كمينا متمردا على نواميس القدر، تقتل بدم بارد زوجها، وتكفنه ضلالا بعيدا ثم تطمس آثامها كما طمس على قلبها من قبل».

وأكمل: «كيف صيرها الحق موتا راجلا، لا ندري كيف مشت إليه وكيف مشى إليها؟ وكيف أنها التحفت وجوم السكون بخبث النوايا غير هيابة لجلال جدث بعلها، فتنام ملء عينها وكأن الموت قرينها، لما لكل هذه الغواية والوحشية والاستبداد أن تسكن قلب امرأة، ثم تحل بلعناتها على زوجها».

وطرح العنزي واقعة الدعوى، قائلا: «تجلت صفحات خزي واقع الدعوى في تسلسل زمني أحسب أنه ليس من بد لي من أن أبسطه لعدلكم كما ضمته الأوراق على لسان الشهود وباقي الأدلة، وذلك لما جاء اليوم الذي تحسس فيه والد المجني عليه «الشاهد الرابع» ابنه الغائب عن عينه لليال ثلاث، فأرسل إلى المتهمة في مكالمة هاتفية يسألها عنه فتعللت بغيابها عن البيت لدى ذويها، فهاتف أباها فتذكر لقالة ابنته وبأنه لم يرها لبضعة ليال سابقة على تلك المكالمة، فأوجس خيفة على فلذة كبده».

وأكمل: «جاء اتصال والدة المتهمة «الشاهدة الثانية» على والدة المجني عليه «الشاهدة الثالثة» تطلب فيه من الأخيرة اقتحام شقة المجني عليه الواقعة في الطابق العلوي من منزل والديه للاطمئنان على مصيره، فهرع الأب معية شقيق المجني عليه «الشاهد الخامس» واقتحما شقة المغدور، ودلفا يبحثان عنه في أرجائها حتى فجعا به في الصالة مكفنا في سجادة ووجهه ينضح بالدماء، فأبلغ شقيقه رجال الشرطة بذلك».

وأضاف: «وفي خضم هذا الموقف العصيب ألح شقيق المتهمة «الشاهد الأول» في مهاتفتها حتى أجابت فبادر إلى الاستفهام عن حال زوجها، فباحت له أنها كانت قد تشاجرت معه في شقتهما لأيام سابقة وتخشى أنها قد أردته قتيلا، فطلب منها تسليم نفسها لمخفر الشرطة فلم تستجب له».

وتابع العنزي: «ولعلها اكتحلت بهلاك بعلها عيناها، ولعل المغدور شرب مرير الكؤوس من يديها، لكننا امتحنا الأوراق فقرحنا ناظرينا، فها هي ليلة السادس من أبريل 2020 حيث نشب شجار بين المجني عليه والمتهمة في شقتهما أسفر عن اشتباكهما بالأيدي، ولما ينفض حتى ازاورت المتهمة عنه ناحية دورة المياه في حجرة النوم، وهنالك التقطت مطرقة حديدية كانت هملا في محاولة منها لصده عبثا فألقتها عليه، وأخطأته فقبض عليها بيد وأمسك المطرقة اللعينة باليد الأخرى».

وزاد: «وساق المتهمة إلى الصالة مجددا وأمنها قربه، والمطرقة تتوقد على نار حقد المرأة المتأججة وما إن ذهل الرجل عنها لوهلة شطر الزاوية العمياء، حتى انقضت المتهمة من سكونها وخطفت مقمع الموت وهوت به على قامته فإذا هي تفور، وعودا على بدء هشمت رأس الرجل فإذا الدنيا به تمور، ولكي لا يقوى استذكرت علته بركبته اليسرى فقصمتها هي الأخرى بضربة تداعى لها الجسد الضعيف، وسقط بين قدميها كأوراق الخريف».

ومضى قائلا: «في تلك الأثناء، كانت المتهمة واقفة على أطلاله في غطرسة ترنو له يستجدي الحياة عبثا أن تنفحه عمرا جديدا ويتمتم بفيه: «كم كان شحيحا بك عمري، كم كان تعيسا بك حظي، أما آن لك أن ترقي لحالي، أما آن لك أن تغادري حطامي»، وفي معرض الصمت الفصيح أطبقت المتهمة على ما تبقى من أنوار وجهه عتمة في طريق الهلاك فإذا بناصيته تسحق هشيما، وبجسده ينتشر ذبولا، وبروحه وقد فارقت التوثب للصمود».

وأشار العنزي إلى أن المتهمة أدركت حينها بأن المجني عليه، وعلى ما عاناه، لا يزال يتمسك بأهداب الحياة فاستعجلته بتلك القطعة الرخامية حتى غيبت عمره، وطفقت تطمس على آثار الجريمة مستخدمة مواد كيماوية ومناشف، ثم طوت جثمان زوجها بسجادة الصالة وأحكمت غلقها ووضعت البخور في أرجاء الشقة المنطوبة خيفة نتن الجثة أن تنتشر في الهواء، واغتسلت، ونامت في قبر الزوجية قريرة العين حتى جاء صباح اليوم التالي وفرت هاربة إلى حيث جاخور صديقها فمكثت عنده حتى حين، ثم أنبأته بجرمها فكذبها فجاءت بآية صدقها عبارة عن صورة فوتوغرافية للقتيل.

وكان رجال المباحث قد ألقوا القبض على المتهمة داخل جاخور في منطقة كبد يعود لشخص على علاقة بها بعد فرارها من موقع الجريمة، حيث اعترفت بضربه بمزهرية ومطرقة على رأسه إثر مشاجرة وقعت بينهما ثم لفت جثته بـ«زولية» وهربت من المكان.

اقرأ موضوعا متصلا

 

أرسل الخبر أو إطبعه عبر أحد هذه الخيارات:

اقرأ أيضا

براءة موظف جوازات من تهريب مطلوب بجواز شخص يشبهه

• «الاستئناف» قضت بحبس الشبيهين 4 سنوات مع إبعادهما • أم الهارب كشفت لضابط المباحث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *