الانتصار في المعركة ضد الإرهاب يتطلب مناخ سياسي ديمقراطي وإعلام حر يواجه الخطاب التكفيري أو الطائفي
ضرورة التركيز على الجبهة الثقافية بالتصدي للأفكار الإرهابية والظلامية والنزعات المتطرفة ودعوات الكراهية
أصدر التيار التقدمي الكويتي بيانا على خلفية ضبط الشبكة التي عثر بحوزتها ترسانة من المتفجرات والأسلحة الذخائر، هذا نصه:
جاء اكتشاف ترسانة الأسلحة والقنابل والمتفجرات والشبكة الاخيرة، التي أشارت الصحافة إلى صلتها بحزب الله، ليؤكد ما سبق أن جاء في بيان التيار التقدمي الكويتي الصادر يوم أمس الخميس قبل الإعلان عن اكتشاف الترسانة والمجموعة من أنّ خطر الإرهاب لا يزال ماثلاً، وأنّه من الخطأ افتراض أنّ صفحة الإرهاب قد طويت بالقبض على منفذي الجريمة الإرهابية في مسجد الإمام الصادق، ذلك أنّ هناك مخططاً خطيراً لجرّ الكويت إلى دوامة الإرهاب، مثلما حصل في بلدان أخرى.
إنّ اكتشاف ترسانة الأسلحة والمجموعة الأخيرة يؤكد صحة ما ورد في بيان التيار التقدمي الكويتي من ضرورة الانتباه إلى مخططات الدوائر الإمبريالية وعدم الانجرار وراء أجندات القوى الإقليمية المتنافسة التي يمكن أن تحوّل بلادنا إلى ساحة لعلمياتها وتصفية حساباتها.
وبدءاً فنحن في التيار التقدمي الكويتي نرى أنّه عند التصدي لأي مجموعة إرهابية، أيّاً كان انتماؤها أو علاقاتها مع هذا الطرف أو ذاك، فإنه يجب عدم الاكتفاء بالقبض على العناصر المنفذة وحدها، وإنما يجب كشف الجهات الراعية والمحرضة والداعمة والممولة.
كما أننا نرى أنّه مع أهمية الإجراءات الأمنية والقانونية لمواجهة الجماعات الإرهابية، فإنّه يجب التأكيد على أنّ المعركة ضد الإرهاب هي معركة طويلة ومتشعبة، خصوصاً في ظل الأوضاع الإقليمية المتفجرة، وهي معركة ذات أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وإعلامية متنوعة.
فالمعركة ضد الإرهاب ذات صلة بما تشهده المنطقة من صراعات وما يُدار فيها من مخططات وما يجري السعي لتنفيذه من أجندات، ما يتطلب لخوض هذه المعركة أن تكون هناك جبهة داخلية متماسكة وطنياً بالترافق مع انتهاج سياسة خارجة وطنية مستقلة، كما أنّ الانتصار في المعركة ضد الإرهاب يتطلب وجود مناخ سياسي ديمقراطي مدني حرّ منفتح يضمن الحقوق والحريات والمواطنة الدستورية المتساوية والعدالة الاجتماعية لعزل الطرح التكفيري والطائفي، بدلاً من حالة الانغلاق والتزمت والتهميش التي تعزز التطرف وتغذي روح العنف.
ومن المهم للانتصار في المعركة ضد الإرهاب التركيز على الجبهة الثقافية بالتصدي للأفكار الإرهابية والظلامية والنزعات المتطرفة ودعوات الكراهية الطائفية والعنصرية، وذلك عبر نشر أفكار الاستنارة والتقدم والتفكير العلمي والمواطنة والدولة المدنية والانفتاح على الثقافة والفنون وإصلاح التعليم ومنع استغلال دور العبادة لأغراض سياسية، ناهيك عن الحاجة إلى وجود إعلام حر يساعد على رفع مستوى الوعي السياسي للناس وتحصينهم وشحذ يقظتهم في مواجهة الخطاب التكفيري أو الطائفي.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه التيار التقدمي الكويتي على دعم أي جهود وطنية لمحاربة الإرهاب، بما فيها الإجراءات الأمنية والقانونية، فإنّه يرفض استغلال ذلك في خرق الدستور وتشريع قوانين استثنائية جديدة تصادر الحقوق وتفرض القيود على الحريات العامة والشخصية.
ويرى التيار التقدمي الكويتي أنّ المعركة ضد الإرهاب لا تنفصل عن المعركة من أجل الديمقراطية، فالمعركة ضد الإرهاب ليست معركة السلطة والأجهزة الأمنية وحدها، بل هي معركة المجتمع.. معركة الناس جميعهم لعزل الإرهاب والجماعات الإرهابية، وهذا دور لا يمكن أن يتحقق في ظل الانفراد بالقرار وتهميش دور الناس، وإنما يتطلب الاستناد إلى دور الناس ومشاركتهم الحيّة في إدارة شؤون بلادهم عبر إطلاق الحريات وإلغاء القوانين المقيدة لها، ووقف حملات الملاحقة ضد عناصر المعارضة وأصحاب الرأي وتركيز الجهود لملاحقة العناصر الإرهابية والتصدي لمخططات الجهات التي تدعمها وتحركها.